نقاش حول
الإسلام والحداثة ، معايشة أم مواجهة ؟
حسين عزالدين : السلام عليكم ماذا تعني الحداثة بالمفهوم الغربي و كيف نشأت هذه الحداثة و كيف يتم تصديرها للبلدان الاسلامية ؟ ما هو تأثير الدفق الاعلامي و الغربي الموجه الى البلاد العربية و الاسلامية ؟ لماذا ينعت كلما يتعلق بالاسلام بالقديم و كل ما يصدر عن الغرب بالعصري و المتطور هوياتهم وعلاقاتهم ؟ ما دور الثقافة الاسلامية في مواجهة الثقافة وموجة التغريب و الحداثة الغربية على السلوكيات الغربية ؟ اين يكمن دور المدرسة و الجامعة و الاسرة و دور العبادة في مواجهة الحداثة الغربية ؟ اعزائنا المشاهدين هذه الاسئلة و غيرها نطرحها على ضيفينا في برنامج ولكن نلتقي.
أبدأ منك دكتور طلال . عندما نواجه قضية الحداثة وعندما نريد أن نحدد الموقف من هذه القضية كمسلمين . في البداية نريد أن نعرف ماذا تعني الحداثة في المفهوم الغربي؟
د. طلال عتريسي: اذا اردنا أن نعرف الحداثة في اقصى حد ممكن من التبسيط لان هناك تعريفات كثيرة للحداثة ، يمكن أن نقول أن بداية استخدام المصطلح كانت دائما نعني الانتقال من مرحلة الى مرحلة يعني الحداثة دائما الانتقال تقابل التقليد بعمنى أن هناك وضع انتهى بمعنى و يجب الانتقال الى ماهو احدث وما هو حديث لهذا السبب اطلق على مجموعة من الافكار بالحديث بعني بمعنى الحداثة . العصر الذي نعيشه منذ عقود بالنسبة الى الغرب عموما هو عصر يسمى بعصر الحداثة . و هنا سؤال مطروح هو هل ننتقل الى عصر ما بعد الحداثة أيضا ؟
حسين عزالدين : استاد حلمي عندما اقول حداثة بالمفهوم الغربي هل ابرأ هذه القضية من مقاصد و مآرب خاصة اذا ما اخذنا التاثير فيما بعد على سلوكياتنا ونحن كمجتمع و امة اسلامية ؟
حلمي عشرة : بسم الله الرحمن الرحيم . لااستطيع ان ابدأ بتعريف الحداثة بالمفهوم الغربي قبل ما ابدأ بتحديد مفهوم الثقافة . لان الحداثة في بداية الامر هو انتقال ثقافي . الثقافة هي كل ما انتجه الانسان او المجتمع الانساني من مجهود جماعي في تاريخ الانسانية كله في مجتمع ما داخل جماعة ما بشقيها المادي و اللامادي . و المادي معروف من مساكن و ادوات القتال و الملابس و غيرها و كل ما هو شيء مادي محسوس و لكن المقصود باللامادي هو كل ما انتجه العقل البشري من خبرات و معارف و تقاليد ، دين ، اساطير ، سحر ، الفن ، الادب و غيرها . هذين الجانبين للثقافة هما المراد بهم منطقة التغيير و الحداثة الغربية في المجتمعات الاسلامية هو تغيير هذين الشقين و بالذات الشق اللامادي و هو الافكار لانه لايحدث سلوك الا نتيجة فكرة و بالتالي تغيير السلوك بصورة مباشرة لايصح و التجربة ذلك تماما . و بالتالي في منطقة المعرفة و المعلومات يسعى حديثا بصبر لتغيير الشق المعرفي الاسلامي في المجتمعات الشرقية تمهيدا للانتقال السلوكي. والتي تكون مسألة سهلة جدا فيما بعد فالجانب الحياتي في القضية هو اللعب على القوة الناعمة في الغزو الاستعماري يعني رصد مناطق الضعف في الجانب الآخر ثم السيطرة عليه .
حسين عزالدين : دكتور طلال اود أن اسأل هنا عن نشأة الحداثة و كيف تم تصديرها الى البلدان الاسلامية ؟ يعني هل كان ذلك بالصدفة أم ان هناك خطة مبرمجة بالفعل كان المفروض أن تصل الى وصلت اليه أم هي من عوامل التأثير التي نعاني منها الان ؟
د. طلال عتريسي : لا يمكن أن ندرس تطور الحداثة و تصديرها الى الدول الاخرى بمعزل عن التطور في الغرب وذلك في المجال الاقتصادي والتكنولوجي و المجالات الاخرى و هذا حصل منذ مائة سنة الاخيرة في الغرب و ادى الى قوة الغرب الراهنة على كافة المستويات و هذه القوة جعلت الغرب هو المسيطر في العالم . هذه السيطرة تسمح للغرب أن يفرض الثقافات على العالم . عندما تكون هناك قوة مسيطرة على العالم و تفرض قرارها السياسي وتملك القدرة الكافية للسيطرة يصبح بامكانها ايضا ان تنشرالثفافة و الفكر و الادب و اللغة و غير ذلك و بهذا المعنى فات ما ينتج على صعيد الغرب و يطلق عليه حديث اصبح الان منتج يستخدم على مستوى العالم ككل . ولكن في مناطقنا فان المكون الاساسي لثقافة هذه المناطق هو الدين و الاسلام ولهذا السبب تشعر انت بتضارب مع هذا المنتج الثقافي الغربي خصوصا في بعده الثفافي والسلوكي او الاخلاقي اوالاجتماعي بينما يمكن ان لانجد هذا الامر في مناطق اخرى من العالم . فالمقصود ان الحداثة اصبحت منتج ثقافي غربي يطغو على مستوى العالم ككل و لدينا نحن حساسية خاصة تجاهه’ بطبيعة الحال ان هناك ادوات انتجت على مستوى هذه الحداثة مثل الوسائل التكنولوجية و التقنية فان هذه الوسائل اصبح الجميع بحاجة لها و من الصعب الاستغناء عنها . هذا وجه ايجابي له علاقة بكل حضارة عموما .
حسين عزالدين : استاذ حلمي4 لو تخطت هذه المسألة و هي مسألة ما انا احتاج اليه هو موجود و طبيعي ان اتأثر به كالتكنولوجيا مثلا و اجيد استخدامها في اطار الحفاظ على اصول مبادئي و عقائدي ولكن اذا تخطت السلوكيات في المظهر و في الاداء ؟!
حلمي عشرة : انا اتفق مع الدكتور طلال في هذه النقطة و لكن عندي مداخلة بسيطة و هي انه دائما التكنولوجيا تعكس جانبا معرفيا هو منتج في بيئة معرفية و سلوكية معينة و بالتالي فانه يتبنى صفات سلوكية معينة و يستلزمها للاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا . مسألة توقيت التكنولوجيا بحيث صبغها بالصبغة القيمية لهذا المجتمع و النسق المعرفي المحدد بسمات معينة و الذي هو صبغة هي الاسلام و هنا نقطة الصراع .
حسين عزالدين : سنكمل بعد اخذ آراء المشاركين .
احدي المشاركات: اوجه سؤال الى الدكتور طلال العتريسي . هل الحداثة في مفهومها العام تتكامل مع الدين الاسلامي ام تتعارض معه و اين هذا التكامل و اين هذا التعارض ؟
مشارك اخر: اريد في البداية ان اعلق على نقطة و هي تتعلق بتعريف الحداثة . ان الحداثة هي ليست متعلقة بالغرب و انما هي موجودة منذ العصر الحجري و لحد الان . و ان ارتباط كلمة الغربية بالحداثة الان هو انما كان لانهم سبقونا بالعلم . و الحداثة كانت موجودة عندما كنا نحن سباقين للعلم و لكن لظروف معينة سبقونا هم .
د. طلال عتريسي : السؤال الذي طرحته السيدة فهو سؤال واسع الاجابة و هو موضع نقاش كبير في الاوساط الفكرية و هناك من يؤيد و من يعارض وأنا رأيي ان الاسلام لا يتعارض مع اي تطور يمكن ان يطرأ على اي م4جت4مع من ال4مجتمعات خصوصا اذا كان التطور له علاقة بوسائل التطور و لكن قد يتعارض مع بعض المفاهيم و السلوكيات الاخلاقية المطروحة الان في الغرب كقيم حداثوية مثل العلاقات داخل الاسرة و حدود الحرية . فهناك مفاهيم الان تنظر لتبرير اي نوع من الرغبات مع الاسلام . هناك ضوابط خصوصا على المستوى الاخلاقي و السلوكي خارج هذه الضوابط . نعم يمكن ان، يتكيف مع اي تطور يمكن أن يطرح في المجتمع . في الغرب المشكلة هي ان هذه الضوابط باتت غير مفروضة و الحداثة يمكن ان تحمل اي مفهوم و يمكن أن تقول به بحسب كل حركة تطور المجتمع و هذا فرق مهم .
حسين عزالدين : في اي مجتمع هناك ثابت و متغير . يبدو في الحداثة الغربية لايوجد ثابت بل كله تغيير لدرجة ان الانسلاخ من اي اطر قيمية ثابتة في المجمتمع فان المجتمع الاسلامي له ثوابت و هي القيم الاسلامية والتي يمكن ان تتعارض مع بعض سلوكيات الحداثة المظهرية . لايوجد مجتمع بدون ثوابت على الاطلاق والمجتمع الذي يمتلك قيم سلوكية ثابتة لا يخرج عنها و اذا خرج عنها يتعرض لهذه الامور كما قال الدكتور في مفهوم الاسرة .
حسين عزالدين : إذن الاسلام و الحداثة مواجهة أم معايشة موضوع حلقة اليوم . دكتور طلال عرضنا بعض التأثيرات و النظرة كيفية تلقي هذه الحداثة و لكن اريد ان اسأل اليوم عن الغرق بين الحداثة و بين التحديث يعني هناك اشكالية تقع عندما اقول حداثة و عندما اقول تحديث ما الفرق بينهما ؟
د. طلال عتريسي : تحديث عندما يتم انتاج ادوات جديدة يمكن يستخدمها الانسان و ربما عندما يتم تحديث وسائل للعمل و آلات معينة وغيرها هذا كله يمكن أن يكون في اطار التحديث و لكن عندما نتحدث عن المفاهيم التي تطرح على المستوى الفكري وعلى مستوى رؤيا جديدة للانسان أنت تطرح تصور حداثوي مختلف للعالم . هذا هو الفرق فاي مجتمع من المجتمعات هو مع التحديث و لا يرفض تحديث ما حوله لتطوير هذا المجتمع و لكن المشكلة تقع عندما يصطدم المجتمع مع مفاهيم تختلف مع المفاهيم التي يتبناها هو .
حسين عزالدين : دكتور طلال انطلاقا مما ذكرت كيف يمكن أن تضيء على هذه القيم الغربية ، على بعض مفاعيل و على بعض ما تركز عليه الحداثة الغربية كقيم انسانية ؟
د. طلال عتريسي : ربما هناك عشرات الامثلة التي تخضع للنقاشات والبحث و الدراسة ربما استطيع ان اعود الى مثال السيارة . انا لا اعتقد ان استخدم هذه الوسيلة كوسيلة حديثة له دائما بالتاثير على افكارنا خصوصا مع سرعة انتشارها . فانها اصبحت الان وسيلة عادية و ليست وسيلة حديثة بمعنى ما . انا اعتبر نقاط الخطر بالمفاهيم التي ترتبط بها يعني مثلا لنفرض انني استخدم الكمبيوتر و الاينترنت . الكمبيوتر ليس به مشكلة و كذلك الاينترنت ولكن المشكلة هي في كيفية التعامل مع محتويات هذه التقنية . فهي كوسيلة حديثة ليس فيها مشكلة فلا الاسلام و لا اي دين يمكن ان يكون ضد استخدام تقنيات حديثة . ولكن المشكلة عندما تبدأ هذا التقنية بعزل العلاقات الانسانية ، هنا يمكن البحث في السلبيات التي تسببها هذه التقنيات .
حسين عزالدين : استاد حلمي اين تصطدم هذه الحداثة الغربية مع المفاهيم و القيم الاسلامية التي نتحدث عنها ؟
حلمي عشرة : هناك مقولة شهيرة جدا تقول "ان المغلوب يمثل الغالب او المنتصر" . وللاسف فان الحضارة الغربية في الوقت الحاضر هي المنتصرة و النموذج المنتصر دائما يحاول أن يفرض النمط الثقافي الذي انتجه .
حسين عزالدين : بماذا الحضارة الغربية منتصرة و بماذا حاولت ان تغزو الدول الاخرى ؟
حلمي عشرة : ادوات الغزو معروفة عبر التاريخ و هي السلاح، الكتاب ، القمح يعني السيطرة اقتصاديا . كل قيم و حضارة منتصرة تسعى فرض هذه الثقافة الخاصة بها عن طريق هذه الوسائل المذكورة و هذا يشبه العولمة حاليا . المسيحية في بدايتها كدين سعت لان تنشر مسيحيتها و الاسلام نفس الفكرة سعى لنشر الاسلام في كل البلاد و...
حسين عز الدين : لم تجبني بشكل واضح استاذ حلمي عن التعارض بين الحداثة الغربية و بين القيم . فهناك امثلة حسية يمكن أن استعرضها لابين اين الايجاب و اين السلب في ذلك .
حلمي عشرة : التحديث هو الجانب المادي و الحداثة هي الجانب الفكري الذي يؤكد على السلوك . ففكرة الحرية هي من الافكار العظيمة جدا التي تبني عليها اي مجتمع انساني او اي تقدم بشري و لكن هذه الفكرة بالمعنى الحداثي الغربي تصل الى حد اعتقاد الفرد الى انه يملك جسده و بالتالي له مطلق التصرف كيف ماشاء .
حسين عزالدين : توافق دكتور طلال على ذلك ؟
دكتور طلال : هناك مسار مشت فيه الحداثة الغربية . كان من المقترض و المتوقع ان يحقق هذا المسار الاستقرار و الامان و التقدم للشعوب الغربية وان يقدم نموذج للعالم . الذي حصل انه لم يقدم نموذج للعالم بل بالعكس فهو نموذج استعمار و استبداد و لم يحقق الاستقرار في الداخل . فكرة الحرية هي فكرة عظيمة . و لكن الغرب ضخم الفكرة و ركز عليها بحيث اعتبرها اساس بغض النظر عن اي قيمة . حضارة الحرية هي قيمة مطلقة و ليست مرتبطة بقيمة معينة . اضرب لكم مثلا فمنذ كم سنة تم العثور في مصر على مجموعة من الشاذين ثم اودعوا السجن فقامت منظمات حقوق الانسان في الدول الاوروبية بالقاء اللوم على منظمة حقوق الانسان في مصر بانها لم تتدخل و تدافع عن مصلحة و حرية هؤلاء باعتبار ان هؤلاء يمارسوا حريتهم المشروعة.
حسين عزالدين : هذ القصة هل لها دخل بكيفية تعريف الحرية ام لها دخل بالفعل بمفهوم سائد في الغرب يجب ان يعمم في بلداننا ؟
د. طلال عتريسي : لها علاقة بمفهوم غربي عن قيم الحرية و ا لرغبة و الجنس و الاسرة والعلاقات بين الافراد هذه قيم اصبحت قوية و راسخة في الغرب يتم الانطلاق من الاعتبار بانها هي القيم الصحيحة و الحقيقية و ان القيم الاخرى في العالم الاخر خصوصا الاسلامي هي القيم الخاطئة و التي يجب تصحيحها.
حليم عشرة : كنت في البداية قد تكلمت عن ان الثقافة منتج مجتمع بمعنى انه لا توجد قيم ثقافية معلبة تصدر و تتداول على الاطلاق فان السلوك بكل ابعاده. السلوك المادي و عادات الزواج و كل العلاقات الانسانية ما هي الا منتج محلي بمعنى انه من يخرج عن هذه المنظومة يعاقب طبقا لاتفاق ضمني غير مكتوب.
حسين عزالدين : اعود للجمهور اطرح سؤال على الجمهور . هل بالفعل ترى الحداثة الغربية تصطدم بالاسلام؟
احد الحضور : دكتور طلال ذكر في البداية بان مفهوم الحداثة هو التقليد. اعتقد ان التقليد ليس من صفة الانسان لنفترض اننا اردنا ان نحدث تطورا و حداثة في مجتمعتنا . لا اعتقد ان الحل المناسب هو التقليد فنستطيع ان نتطور آخذين بعين الاعتبار معتقداتنا و دياناتنا . و عندما اعطى مثل عن الكمبيوتر الا نستطيع ان نعالج اموره الخطيرة و من ثم نستخدمه ؟
د. طلال عتريسي : انا تحدثت عن ان الحداثة كمفهوم تاتي بالقطيعة مما هو تقليدي و ليس هي جزء منه . الحداثة اتت من رحم ما هو تقليدي انقلاب عليه باعتبار ان التقليدي يصبح من الماضي و الحداثة هي ما هو جديد . استخدام الكمبيوتر انت تستطيع ان تستخدمه بحسب الحاجة و ما تريد . ففي هذا العصر الكثير من المسلمين يستخدمون الكمبيوتر لتطوير البحث في الموضوعات الاسلامية و في شبكة التواصل بين المنظمات الاسلامية . فيتم توظيفه من اجل غايات لها علاقة بما تقتضيه قيمة .
مشارك اخر: اوجه سؤالي الى الضيفين الكريمين . لماذا نشعر بهذا الرفض الدائم لكل ماهو قادم من الغرب ؟ هل نحن مجتمع معقد من امريكا و من الغرب لدرجة كره ما ياتي من هناك . لا اوافق على انتقاد الغرب بهذا الشكل مع ان النظام و احترام الانسان كلاهما امران يتميز بهما الغرب .
د. طلال عتريسي : هو سؤال اعتراضي يعطي حيوية الكثر . المشكلة ليست في رفض كل ما يأتي من الغرب . انا اوضحت قبل قليل بان الاستفادة من الوسائل الحديثة و التي هي من صنع الغرب ليست مشكلة بل عدم الاستفادة منها يسبب مشكلة . نحن ليست لنا مشكلة مع الغرب في هذا المسار بل المشكلة هي تكمن في المفاهيم التي يحملها الغرب و القيم كذلك فنحن لا نقبل هذه القيم و ان القيم هي منتج داخلي لها علاقة بتاريخ و تراث و حضارة كل مجتمع . نحن في مسار مختلف عنهم بغض النظر عن ان هذا متقدم و هذا غير متقدم . فهذا شيء آخر . حتى عند معظف المفكرين المسلمين و عند الحركات السلفية و الحركات المنغلقة ليست عندها مشكلة من ناحية امتلاك او الاستفادة من التكنولوجية الغربية بل المشكلة في مكان آخر .
حلمي عشرة : الرسول (ص) يقول : من عرف لغة قوم أمن شرهم اذا الحديث لا يعني باللغة هي لغة اللسان و الكلام فقط مطلقا بل يعني الثقافة و المنظومة القيمية لهذا المجتمع ، العادات كذلك و السلوك و القانون و الذي في هذا المجتمع يعني المنتج الثقافي لهذا المجتمع لايصح لي ان استعمل منتج غربي و اتعامل معه لحقيقة مطلقة و انا مستهلك سلبي هذا لا يصح . الحديث النبوي يقول اطلبوا العلم ولو في الصين كناية عن البعد و كذلك الثقافة في الصين و لكن الحديث لم يقول كونوا صينيين . كونوا طالبي علم و معرفة غربية او شرقية ليس مهم و المهم هو اننا نحدد اختياراتنا داخل هذا النسق القيمي الذي انتجناه كلنا . على سبيل المثال في زمان ما ليس بالبعيد كان الابن لايجلس واضعا قدم على قدم امام ابيه لان منظومة القيم ترفض هذا العمل . القيم لها وظيفتين اساسيتين ، الوظيفة الاولى هي التماسك الذي يمسك المجتمعات الانسانية و اي مجتمع بدون قيم ثابتة معتبرة و معترف بها و منتجة محليا ، فهو مجتمع معرض للانحلال . الوظيفة الثانية هي المعارضة اي انني عندما اكتسب سلوك معين و اتبناه في اي مجال كان اسأل نفسي هذا السلوك مقبول مجتمعيا أم لا؟. هذه الاجابة هي محل للاكتساب من الغرب او عدم الاكتساب من الغرب .
احد الحضور : عندي سؤال يتكون من شقين . السؤال الاول للدكتور طلال ، هل يستطيع الخطاب الاسلامي مواجهة الحداثة الغربية ؟ و الشق الثاني للاستاذ حلمي ، اين ترون مظاهر الحداثة في العراق اليوم مع وجود قوات غربية محتلة و مفاهيم غربية مفروضة يحاول ترسيخها في المجتمع العراقي .
احد الحضور: هل نرى أن هناك تعارض في الاديان كلها . نحن نضرب بعرض الحائط مفاهيمنا الدينية لاننا نرى ان الغرب يتطور الى عصر العولمة ليس فقط الحداثة و هذا ينفي التقاليد الانسانية كالتجارب و الاستنساخ والى آخره و نحن نقول خدوا الحق من اهل الباطل و لكننا نأخد القشور فقط مارأيك بذلك؟
احد الحضور : استاذ حلمي ذكرتم في حديثكم قبل قليل انتصار الغرب و فرض تقاليده و تعاليمه . انا اسلم معك من حيث انتصاره من ناحية التكنولوجية و الآلة و لكن هل ترى حقيقة انتصار الغرب من حيث الثقافة و المفاهيم و المبادئ الاجتماعية . ما نراه هو فشل ذريع . حتى اننا شاهدنا منذ وقت قصير ان الولايات المتحدة تعيد النظر في كيفية بناء العائلة .
حسين عز الدين : مجموعة من الأسئلة وجهت اليكما الضيفين الكريمين و كان ضمنها بعض الاستفسارات لو تتم الاجابة على هذه الاسئلة باختصار.
حلمي عشرة : اجيب على السؤال الاخير الذي طرحه الاخ بخصوص انتصار الغرب المنتج الغربي اي التكنولوجيا الغربية هي سيف الغرب حاليا . الغرب يغوي تحويل انتصاره المادي الى انتصار لامادي و بالتالي عولمة العالم بالثقافة الغربية . الغرب يجبر العالم من خلال تكنولوجيته المتطورة ان يتبنى القيم الغربية في كل شيء بالتفكير و في السلوك و هو لا يكتفي بالاستفادة المحظة من الانترنت مثلا كشبكة عالمية بل تريد من المستهلك للمنتج الغربي ان يذوب في افكار و مفاهيم و القيم الغربية و ان يعمل بها . و اما السؤال الاخ الآخر هل او ما هي مظاهرالحداثة الغربية لماهو واضح في ا لعراق من الاحتلال ؟ نحن اتفقنا على انه ادوات فرض النموذج هي البندقية ، الكلمة و حبة القمح . امريكا تنتج القوة الصلبة و القوة الناعمة مراكز البحوث الامريكية قالت ان السيطرة على العالم تكون بالقوة الناعمة و ليست بالقوة الصلبة . ولكن الحداثة الامريكية ستثير مقاومة عنيفة جدا في المجتمع العراقي.
حسين عزالدين : دكتور طلال تفضل بالاجابة على الاسئلة الموجهة اليك .
د.طلال عتريسي : السؤال حول الخطاب الاسلامي و علاقته بالحداثة اولا ليس هناك خطاب اسلامي واحد بل هناك اكثر من خطاب اسلامي . فهناك خطاب اسلامي متكيف مع الحداثة و هناك خطاب اسلامي مغلق تماما و يرفض الحداثة فكليهما متطرف . اما الخطاب الاعم الذي يشكل ساحة و اسعة في الخطاب الاسلامي عند العلماء المفكرين هو التعاطي بايجابية مع منجزات الغرب عموما ولكن مع المحافظة على القيم والمفاهيم والاصول الفكرية والدينية. يعني تعاطي الخطابات الاسلامية مع موضوع المنتجات الغربية و الحداثة .
حسين عزالدين : دكتور طلال حتى استغل الوقت و يكون وافي للاجابة على كل الاسئلة اريد ان ابدأ هنا بسؤالي عن الدفق الاعلامي الثقافي الموجه الى بلداننا الاسلامية و مدى تاثير هذا الدفق الاعلامي ؟
د. طلال عتريسي : هو من احد وسائل التاثير للتلاعب بالعقول و التاثير عليها . هنا كتاب سماه المؤلف "المتلاعبون بالعقول" لانه هدف وسائل الاعلام الان هو ليس ايصال الحقيقة الهدف احيانا هو صناعة الحقيقة و تغيير الرأي العام بفترة ما يجب ان تكون انت مؤيد هذه الفكرة و بفترة اخرى يجب ان تكون ضد هذه الفكرة اهم المخاطر في وسائل الاعلام هي انها تصل الى قناعاتنا بشكل بسيط و متدرج و ليس بشكل مباشر فنحن اذا شاهدنا افلام و البرامج التلفزيونية نجد منها قلة قليلة موجهة ضد الاسلام . اما الاعم الاغلب هي افلام تذهب باتجاه تغيير القيم و المعتقدات و السلوك بشكل غير مباشر هي تقدم نموذج يستحوذ الاعجاب و يرغب بالتقليد . لان المباشر يؤدي الى ايجاد عندك حالة استفزاز و عدم قبول .
حسين عزالدين : دكتور طلال و الاستاذ حلمي هناك خلط بين مفهوم العلم و مفهوم الثقافة يعني انني عندما اتحدث عن هذا اقع في نوع من التضليل ، لانه يقال اذا اردت ان تصبح متطور و متقدم يجب ان تغير بافكارك و تقلد الآخر . هذه المسألة كيف تؤثر على اجيالنا و على سلوكياتهم كمجتمع نعيش كل هذه الحالات يوميا .
دكتور طلال : هناك جزء من الترويج لتغيير هذه المفاهيم . احدى هذه الافكار هي ان كل ما هو قديم لاقيمة له و بالتالي يعتبر الدين مسألة قديمة و هذه الفكرة غير صحيحة لانه هناك افكار يقوم عليها المجتمع الغربي الان وهي افكار قديمة فان التراث المسيحي اليهودي هو تراث قديم جدا فاصل الفكرة غير صحيح . فهناك كتب حتى هنا في لبنان كتب علم الاجتماع في المرحلة الثانوية فهناك اتجاه في هذه الكتب هي ليست كتب علمية بحتة فهناك ايدئولوجية معينة تقدم كل ما هو جديد باعتباره جيد و كل ما هو قديم باعتباره سيء . القديم هو الدين العادات التقاليد و هو الفصل في المدرسة .
حسين عزالدين : دفعتني لان اسأل في هذا المحور و هو الاخير قبل ان اعود الى جمهورية و هو كيفية مواجهة هذه الظاهرة ما هو دور الجامعة والاسرة والاعلام و دور العبادة في ذلك؟
حلمي عشرة : الاعلام هو اداة السيطرة على العالم حاليا و هو اداة ضياغة العقل و الوجدان و القيم و السلوك . فلو جئنا مثلا الى الاخبار فان وكالات الانباء المسيطرة على العالم حاليا هي وكالات الانباء الغربية و هي المهيمنة على تدفق الاخبار وكالات الانباء الغربية تحاول تضع فكرتنا عن ذاتنا تقول لي أن متخلف او اصبحت متخلف .
حسين عزالدين : دكتورطلال الجامعة كنموذج ما دورها ؟
د. طلال عتريسي : الجامعة في بلداننا لديها مشكلة لانها منذ ان تأسست فهي تاسست قبل نصف قرن . تأسست على النموذج الغربي من حيث الشكل و من حيث المحتوى قسم كبير من برامج الجامعة تم العمل به منذ 50 سنة من خلال ترجمة الفكر الغربي في كل المجالات "الاقتصاد السياسة و الاجتماع" و كله تم ترجمته الى لغتنا و تدريسه هذه مشكلة لانه انا برأيي الجامعة هي المكان الذي تصنع فيه النخب تقود البلاد سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا . لهذا السبب ما يدرسه الطالب في الجامعة يجب ان يكون له علاقة على المستوى الثقافي بالثقافة التي ينتمي اليها بالقيم التي بنت هذه الجامعة و صنع منها مجتمعه . هذا لايعني ان لايدرس الطالب في الجامعة الافكار او يتصرف على ما يحصل في العالم على كل المستويات وان يتعلم اللغات الاجنبية كلها .
اسئلة الحضور:
1- السؤال موجه للدكتور طلال : تقول انا لا اقبل هذه المفاهيم التي تأتي من الغرب لانها تتعارض مع مفاهيمنا و رغم ذلك نجد ان مجتمعاتنا اصبحت صورة عن المجتمع الغربي . اذن اين هو الدور الذي تلعبه مجتمعاتنا بمفاهيمنا لمحاربة هذه المفاهيم السلبية . والا تعتقد ان المشكلة ليست المفاهيم الغربية بحد ذاتها بقدر ضعفنا امامها و تقبلنا لها ؟
د. طلال عتريسي : يوجد مشكلة في الطرفين . فيوجد تدفق اعلامي يحمل مفاهيم كثيرة على مستوى العالم ككل لاننا ليس لنا القدرة على التكنولوجيا و لاعلى مستوى الاتساع على موجهة هذا التدفق الاعلامي الهائل . انا ليست لي القدرة على ان اكون هجومي على هذا المستوى و لكني استطيع ان اكون دفاعي و انا اعتقد ان وظيفتنا دفاعية و هذا الدفاع له شروطه و قوانينه الاخلاقية و التربوية و التعليمية .
2- ماهي التحديات التي تواجه الاسلام عموما و هل ان الاسلام يجب ان يتماسى مع فكرة الحداثة لكي ترتقي الى هذا المستوى المعرفي ام انه ارث لا يتحول؟
3- طبعا نحن وصلنا الى عصر التطور و الحداثة الغربية . هل ان عصر الحداثة هذا و التكنولوجيا تمحي عقائدنا التي تربينا عليها ؟
د. طلال عتريسي : باختصار رغم كل هذا التطور و التحديث و الحداثة لايمكن محو عقائدنا لان هذه العقائد راسخة . بل بالعكس ربما نتيجة الضغط الزائد الناتج عن الحداثة انه يثير التمسك الشديد بالعقائد و يثير اتجاهات متشددة في الوسط الاسلامي .
4- حين نرى الشاب يقلد الفتاة في زيها والفتاة تحاكي الرجل في فرض نفسها هل يعتبر هذا تطور و حداثة ام بدعة ؟ و هل هذا الامر يعود الى الغرب ام بسبب انفتاح مجتمعنا الشرقي و الرغبة في التغيير ؟
حلمي عشرة : الذي قالته الاخت هو مظهر سلوكي مبني على نسق فكري تم في تغيير معين . الاسلام دين تقدمي جدا سواء افكاره ام نسقه المعرفي او السلوكي كل مفاهيم الاسلام تقدمية للغاية و حداثية جدا مفاهيم الاسلام لو بحثنا فيها بشكل عميق جدا سوف نجدها اكثر حداثة و اكثر تقدمية من الحداثة الغربية .
احد الحضور : اوجه السؤال الى الدكتور طلال ما هو الدور الذي تلعبه الانظمة السياسية و القيادية العربية في تطوير المجتمعات الاسلامية و هل علاقة الشعوب بالانظمة مؤهلة لكي نتطور و نناقش المجتمعات الغربية ؟
د. طلال عتريسي : هناك مشكلة في المجتمعات العربية و الاسلامية فهناك انظمة لاتعرف هويتها الاسلامية . هل هي انظمة اسلامية تتعامل مع واقعها لتحول مجتمعاتها الى مجتمعات اسلامية ام انها انظمة علمانية ام انها لاهوية لها تاخذ التجربة الغربية و تقبل بالاسلام كمصدر للتشريع ام ان البلد هويته مسلمة ولكن في الحقيقة لايحصل مثل هذا الامر . هناك مشكلة بين الانظمة و الشعوب الاسلامية فهناك هوة وفاصلة بين طبيعة الحكومات و طبيعة الشعوب. هناك عدم تطابق في الانتماء و في الميول والاتجاهات و حتى في التعاطي مع الغرب ومع ثقافات الغرب . هذه مشكلة نعيشها اليوم .
احد الحضور : لدي ملاحظة خاصة تتعلق بان الدين الاسلامي ليس من يتأثر بشكل مباشر باحداثة بل انني ارى من يتأثر و من يعتنق هذا الدين . و لذلك هناك صراع بين السلبيات والايجابيات و هنا يعود دور الاسرة و المجتمع و الانترنت وغيره في جعل هذا الميزان لمساعدة هذا الشخص ليفهم هذا المجتمع اكثر و يختار الايجابيات وليس السلبيات . الا ترى دكتور طلال ان هناك حداثة اسلامية تدهب الى الغرب و راينا ذلك بان الكثير من الشباب قد اعتنقوا الدين الاسلامي بعد ان تعرفوا على عاداتنا و تقاليدنا الاسلامية .
دكتور طلال : هذه لاتعني حداثة اسلامية بل هناك واقع بوجود جاليات اسلامية في الغرب . ان هذه الجاليات اثرت على بعض الافراد اللذين اعتنقوا الدين الاسلامي و جزء من اعتناق الدين الاسلامي له علاقة بالحداثة بالغرب وبالازمة التي وصلت اليها الحداثة الغربية .
احد الحضور : دكتور طلال للعودة الى نقطة المقارنة بين الحداثة و التحديث هل يمكننا وضع الحرية تحت عنوان الحداثة . والكمبيوتر والسيارة والاشياء الملموسة تحت عنوان التحديث و سؤال آخر الى الاستاذ حلمي . انت في اطار دراستك في دول حوض المتوسط هناك دول غربية و عربية كيف توفق في دراستك بين هذه الدول رغم اختلافها ؟
احد الحضور : استاذ حلمي اذا نظرنا الى الانهزامية الموجودة في نفوس شبابنا برأيكم ما هي الطريقة التي نقوم بها لمواجهة هذا الهجوم الثقافي الذي سبب في هذه الانهزامية و الاعتراف منا بان الغرب قد انتصر علينا ؟
د. طلال عتريسي : بالنسبة لسؤال وسائل التحصين . النقطة الاساسية هي مهمة دفاعية او ممانعة فنحن اذا حافظنا على هذه الممانعة داخل المسجد و داخل المؤسساتت التعليمية سيشكل هذا الامر وقاية وهذه الممانعة ترتكز بشكل اساسي على الثوابت الاخلاقية والدينية و الاجتماعية و يجب ان نعتقد تمام بان هذه الثوابت صحيحة و بانه ما يأتي من الغرب على هذا المستوى هو ام مشكوك في قدرته على تقديم الحلول حتى في الغرب .
استاذ حلمي : في دراستي انني اكتشف ان هناك تقاربات ثقافية عالية جدا ما بين شعوب بحر المتوسط خاصة في قطاع الصين سواء في الناحية الفزيولوجية او من الناحية الفكرية . بالنسبة لعملية الانهزام لدى شعوبنا انا استحضر مقولة قالها العالم الجزائري ان هناك شعوب عندها قابلية للاستبعاد. يجب ان نخرج من هذا الطار و تستنمض قوانا الذاتية و نجد نموذج تنموي محلي يعتمد على قوانا الذاتية و قدراتنا مع بعض التلاقح المعرفقي الثقافي من النسق الغربي . لايجوز ان ننفصل عن الغرب بل نوع من التلاقح و الحتكاك و الاكتساب من خلال بلورة نموذج تنموي محل خاص بنا لاستنهاض همتنا.
د. طلال عتريسي : عندي تعليق على ما قاله الاستاذ حلمي . فانا لا اعتقد ان الشباب عنده النهزامية بل بالعكس عندهم استعداد و حماس اضافي و المشكلة هي ليست هناك فرص للتعبير عن هذا الحماس والقدرة . هناك ضغط و احيانا هناك مسارب غير صحيحة تستفيد من طاقات هؤلاء الشباب .
حسين عزالدين : بنصف دقيقة اولا الاسلام والحداثة معايشة ام مواجهة استاذ حلمي .
حلمي عشرة : يبدو ان هناك شعور بصراع بين الاسلام و الحداثة كما يشعره الغرب بان الاسلام قديم و الحداثة هي الجديد هو ليس صراع بل ربما يكون هناك نوع من التلاقح بدون مداخلة على الثوابت .
د. طلال عتريسي : هناك مشكلة في مصدر هذه الحداثة . الاسلام ليس عنده مشكلة مع الافكار و التقنيات الجديدة . الاسلام عنده مشكلة مع الغرب الان كقوة سياسية و عسكرية و ثقافية .
حسين عزالدين : دكتورطلال عتريسي مدير معهد العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية شكرا على هذه المشاركة و شكرا ايضا لسعادة المستشار حلمي عشرة المتخصص في شؤون ثقافات دول حوض المتوسط و شكرا للحضور المشاركين و شكرا للمشاهدين على متابعتكم . لهذه الحلقة من ولكن نلقي حتى نلتقي في حلقة اخرى الى اللقاء.
المصدر:
http://www.alalam.ir/site/mokhtarat/...n/valaken3.htm
Bookmarks